لا يزال الشارع التونسي والأحزاب السياسية تشدد الخناق على زعيم حركة النهضة رئيس البرلمان راشد الغنوشي. فبعد توقيع عريضة لمساءلته عن مصدر أمواله المقدرة بمليارات عدة، وسط دعوات بمحاسبته وإقالته من رئاسة البرلمان، دانت 7 أحزاب سياسية في بيان مشترك اليوم (الخميس)، التهنئة التي وجهها الغنوشي إلى رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، مؤكدة أنها «تجاوز للدولة وتوريط لها».
وقال الصحفي التونسي مختار كمون إن اختلاف محتوى البيانين الصادرين عن حكومة الوفاق الليبية ورئاسة البرلمان التونسي «ضاع بينهما الموقف الرسمي التونسي الذي عبر عنه رئيس الدولة ووزير الخارجية في أكثر من مرة، وأظهر اصطفافاً تونسياً مع أحد أطراف الصراع الليبي في تناقض تام مع الموقف الرسمي للدولة التونسية».
وحذر من أن استمرار الغنوشي في لعب أدوار خارجية «فيه تجاوز لصلاحياته وخرق للدستور الذي كلف رئيس الجمهورية بصفة حصرية بالسياسة الخارجية للدولة». وأكد أن تحرك الغنوشي تحت مبرر «الدبلوماسية البرلمانية» فيه «تجاوز للسلطة وضرب للأعراف وللنواميس الدبلوماسية المتعارف عليها»، باعتبار النظام الداخلي للبرلمان يتحدث عن دبلوماسية برلمانية في حدود تشبيك العلاقات مع برلمانات دول أخرى فقط، وهو ما التزم به واحترمه رئيس البرلمان السابق محمد الناصر.
ودعا في تدوينة، نواب البرلمان إلى مساءلة رئيسهم وإلزامه باحترام الدستور والكف عن هذه الممارسات التي زادت من تعميق الأزمة بين رئاسة الجمهورية والمجلس التشريعي.